لقد استفادت السعودية من لحظة تراجع أمريكي صهيوني في المنطقة ومن فتحها لخيار شرقي تجاه روسيا والصين وقامت بأجرأ قرار لها في العقود الخمسة المنصرمة حيث وافقت على اعادة العلاقات مع إيران بصيغة اعدتها الصين وعنت بشكلها أن الامر يتجاوز تطبيع العلاقات إلى أبعد من ذلك بكثير وهو ما قد يظهر تباعاً من خلال نتائجه التي ستنعكس إيجاباً على اليمن بدرجة أولى بما يفتح المجال للتفاهم حول الملفات العالقة في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان وافغانستان والبحرين. وما هذه البداية إلا تعبير على أن المنطقة تتجه إلى تحولات جديدة قد تعيد للمنطقة استقرارها وحضورها بين القوى التي تشكل العالم بعدما أصيبت الأحادية الامريكية بوهن عضال سينتج عنه حتماً عالم متعدد الاقطاب ستكون منطقة غرب آسيا بمواردها وامكانياتها وتحالفاتها في صدارة القوى التي ستشكل العالم ما بعد الأحادية.